الاكتئاب وعلاقته بمرض السكري من النوع الأول

 

ملاحظة المحرر: هذا الجزء هو أحد أجزاء سلسلة الصحة النفسية التي نقدمها. ولا يقتصر مرض السكري من النوع الأول على حساب الكربوهيدرات، وفحص مستويات الجلوكوز في الدم، وإعطاء الإنسولين فحسب. بل للمرض أثارٌ عاطفيةٌ ونفسيةٌ كذلك. ويمكنك الرجوع إلى البيانات السريرية والقصص الشخصية عن الصحة النفسية.

هل يوجد علاقة بين الاكتئاب ومرض السكري؟
الإجابة ببساطة: نعم!.

تُظهر الأبحاث أنك إذا كنت مصابًا بمرض السكري، يتضاعف لديك خطر الإصابة بالاكتئاب. وفي الحقيقة، تُظهر بعض الدارسات أنَّ احتمالية الإصابة تصل إلى أربعة أضعاف.

وفي الوقت الذي تبدو هذه المعلومات مثيرة للقلق، فمن الأهمية بمكان طرحها ومناقشتها لأنَّ القيام بذلك من شأنه تحسين نوعية حياتك. ومن منا لا يرغب في تحسين حياته؟

قال أحدهم ذات مرة: “مرض السكري: هو وظيفة بدوام كامل لم تُقدم طلب للحصول عليها، ولا يمكنك تركها كما أنها بدون إجازات أو أجر”. (ونحن نتفق معه في ذلك). يوجد إجماع على أنّه لم يصطف أحد من أجل المشاركة في لعبة مرض السكري أو حلقة مرض السكري، لأنَّه لا يوجد أي متعة في مرض السكري. أجل! إنه ألمٌ ملكي. ولا يمكنك الحصول على استراحة البتة.

أنت تعرف كيفية القيام بالأمر: قم بحساب الكربوهيدرات، أو أخذ الإنسولين، (عوامل النشاط والتوتر مع الأخذ في الاعتبار ما يقع قبلها)، أو مراقبة نسبة السكر في الدم، أو الراحة، أو تناول الطعام، أو التعويض.

ودون الالتفات إلى مدى يقظتك، ومدى دقة حساب الكربوهيدرات وجرعات الإنسولين التي يتم تناولها تبعًا لذلك، سيكون مستوى السكر في الدم لديك مضر، وهي الصدمة غير المتوقعة التي تجعلك تشعر وكأنك ترمي علبة العصير، أو تصرخ، أو تبكي، أو تجلس حزينًا أو يائسًا لأنه في بعض الأحيان لا يمكنك أن تكون مثاليًا، لا، أنت لست مثاليًا وهذا الشيء المتمثل في مرض السكري أمر صعب، صعب حقًا وعندما تعتقد أنك قد نجحت في القيام بذلك بشكلٍ صحيح وأنت حقًا تحقق خطوتك … لقد تم اختبارك وتقييدك وعليك المحاولة مرارًا وتكرارًا. ولا عجب أن هذه الحالة المزمنة يمكن أن تسبب القلق، والشعور بالإحباط، وربما الشعور باليأس.

فمرض السكري ليس مجرد تحدي جسدي له تداعيات خطيرة؛ كما أنه مسؤولية شاقة على الصعيد العاطفي، ويمكن أن يكون من الصعب للغاية تجاوزه نفسيًا. ولهذه الأسباب يتضمن العلاج الفعال لمرض السكري من النوع الأول الحالة الطبية والنفسية أيضًا.

يُذكر أن كل شخص في مرحلة ما من حياتهم ينتابه “الشعور بالإحباط”. فمن المهم ملاحظة أن الاكتئاب أكثر من مجرد شعورٍ “بالضيق”. فهو شعور دائم (يستمر لأكثر من أسبوعين) بالحزن أو فقدان الاهتمام تحديدًا من بين الأعراض الأخرى. ويمكن أن يكون الاكتئاب منهكًا، ويقلب حياتك، ويلقي بك في دوامة الشك الذاتي. كما يمكن أن يكون خفيًا. ولربما لم تلاحظه بالفعل، ولاحظ أحد أحبابك أنك لست “على ما يرام” من خلال ما ذكره من تغييرات. وأيًا كانت الطريقة التي علمت بها، لا تقلق؛ خذ حذرك! لقد فعلتها هنا ولست أول من يقوم بذلك.

إذا كنت تعاني من أي من الأعراض الواردة على الأقل في الفئات الثلاثة التالية، قد تشعر بالاكتئاب:

أشياء قد  تفعلها …
التوقف عن فعل الأشياء التي تمتعك
تجد صعوبة في إنجاز الأشياء
عدم القدرة على التركيز
البقاء في المنزل فترة طويلة من الزمن
الابتعاد عن الأحباب
استخدم الكحول أو المهدئات بإفراط
أشياء قد تفكر فيها …
“لا قيمة لي”
“أنا لست إنسانًا جيدًا”
“أنا أستحق ما أشعر به”
“لن أكون سعيدًا أبدًا”
“إنه خطئي”
“الحياة لا تستحق العيش”
أشياء قد تشعر بها …
الذنب
الانفعال
الغضب
الإحباط
البؤس
التردد
خيبة الأمل
الحزن
أشياء قد تعاني منها بدنيًا:
الخمول
الشعور بالغثيان، والضعف
الإصابة بالصداع، وآلام الجسم
المعاناة من اضطراب في المعدة
الأمعاء المتهيجة
الأرق أو النوم المفرط
تغييرات شديدة في الوزن، وتغيرات في الشهية
لاحظ ما يلي: يمثل ما سبق قائمة قصيرة للأعراض التي قد تعاني منها إذا كنت مصابًا بالاكتئاب. استشر أخصائي الصحة النفسية من أجل تقييم الحالة، ووصف العلاج المناسب.

هل جاءت إجابتك بالإيجاب على جميعها؟ أم لم تجب بالإيجاب على أي منها؟ ففي كلا الحالتين: واصل القراءة.

تؤثر صحتك النفسية على طريقة تعاملك مع صحتك البدنية، لذا، إذا أصابك الاكتئاب يحتمل ألا تقوم بإدارة مرض السكري بشكلٍ جيد، مما قد يؤدي إلى مضاعفات وسوء الحالة الصحية بشكلٍ عام. ومما لا شك فيه أن الرعاية البدنية والنفسية لهما أهمية كبيرة، ومن شأنهما التأثير على عافيتك، لذا، لا تهمل أي منهما سواءً اليوم أو غدًا!

تتعاون الدكتورة/ ديانا نارانجو، الأستاذ المساعد في الطب النفسي والدراسات السلوكية والدكتور/ كوري هود، أستاذ طب الأطفال في جامعة ستانفورد، حصريًا مع مرضى السكري، ويرون أن الوقاية من الاكتئاب هي الحل الرئيسي للتمتع بصحة نفسية مثالية في ظل وجود مرض السكري. فإذا كنت تعرف أنك أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب أو اضطراب القلق، يمكن أن يحسن اتخاذك التدابير الوقائية من نوعية حياتك على المدى الطويل أيضًا.

يمثل التخطيط المسبق جزءًا من الرعاية الذاتية، ويدخل في هذا التخطيط الحصول على الدعم من الأصدقاء، والعائلة، والمجموعات الاجتماعية، ومرشد أو معالج مرض السكري المعتمد.

إذا كنت مصابًا بمرض السكري، فمن الطبيعي أن تمر بمجموعة كبيرة من المشاعر، وأن تعاني من عواقب جسدية. يعرب الكثير من الأشخاص، خاصة بعد التشخيص، عن حزنهم على صحتهم وحياتهم قبل الإصابة. وينطبق هذا أيضًا على الوالدين أو مقدمي الرعاية للأشخاص الذين شُخصوا بأنهم مصابون بمرض السكري من النوع الأول.

وخلاصة القول، هي أن صحتك النفسية في غاية الأهمية، سواءً في البداية أو في النهاية، ومن ثم فإن التحدث إلى أخصائي الصحة يمكن أن يساعدك. قد يتطلب علاج الاكتئاب أو القلق الذي أصابك ما هو أكثر من العلاج بالكلام. فبعض الأشخاص مهيؤون وراثيًا للإصابة بأمراض نفسية، في حين أن ظروف الحياة والتوتر تؤدي إلى ظهور الأعراض. ويمكن أن يشمل العلاج الأدوية قصيرة المفعول أو طويلة المفعول بالإضافة إلى أنواع العلاج الأخرى.

عليك أن تسأل المعالج الخاص بك عما إذا كان مر عليه بعض التجارب لمرضى مصابين بمرض السكري من النوع الأول. إذا لم تمر عليه التجربة، وهو الاحتمال الأكبر، يمكنك تزويد مقدم الرعاية الصحية النفسية الخاص بك بالمزيد من المعلومات، لمساعدتها أو مساعدته في فهم مرض السكري من النوع الأول والصعوبات التي تواجها في حياتك اليومية.

يقول الدكتور كوري هود: “تذكر أنك تجري مقابلة وتختار معالجك”. “وأن مناقشة الصحة النفسية ينبغي أن لا تنفصل عن مناقشة مرض السكري”.

وعلاوة على التعاون مع مقدم الرعاية الصحية النفسية، حاول جاهدًا تطبيق ما يلي فيما يتعلق بالرعاية الصحية للمساعدة في الحفاظ على الحالة النفسية الصحية.

اختلط بالمجتمع، وتواصل مع جماعات المصابين بمرض السكري من النوع الأول، وشاركهم قصتك
وجه الأسئلة للآخرين، وتعلم المزيد عن مرض السكري والاكتئاب
مارس الأنشطة البدنية المتوسطة (استشر طبيبك عن مستوى التمارين الرياضية الصحي الذي يناسبك)
تناول طعام صحي
حافظ على الوزن الصحي
قلل من تناول الكحول
إذا كنت ترى أنك أو أي شخص تعرفه يفكر في الانتحار، تواصل لتلقي المزيد من المساعدات عبر:

Suicide Prevention Lifeline أو اتصل على 1 (800) 273-8255 (الولايات المتحدة الأمريكية)

تكون المعلومات المتعلقة بالمشاعر مهمة للغاية في إدارة مرض السكري بنجاح، شأنها في ذلك شأن مستويات الجلوكوز في الدم. تذكر أنك لست وحدك، وأنَّه يوجد أشخاص يتفهمون الأمر، وقد مروا بالتجربة من ذي قبل. تواصل مع الغير. اتخذ التدابير الوقائية. وتحدث عن هذا المرض. تتوفر مجموعة كبيرة من علاجات الصحة النفسية، لذا، استشر أحد الخبراء اليوم لتتعلم طريقة تحسين نوعية حياتك.

حققه دكتور/ مارك هيمان، مدير مركز السكري والصحة النفسية (CDMH) في سولانا بيتش، كاليفورنيا. حصل مارك على درجة الدكتوراة في علم النفس السريري من جامعة جورج واشنطن، وأكمل تدريبه في علم النفس في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا، سان دييغو.